• إفلاس أقلام الممانعة

إفلاس أقلام الممانعة

(المنبر - )

شارك هذا الخبر

مُخزي الوضع و الإفلاس الذي وصلت إليه بعض الأقلام الصفراء و التي تلطَخ سُمعة و دور الصحافة و الإعلام و تُحوّر مسؤولية الصحافة المحترمة في رسم ملامح الحوار العام و تشكيل الوعي الجماعي. يعيش لبنان حالة من التوتّر المستمرّ، بفعل وجود سلاح غير شرعي، لتأتي بعض الأقلام المستفيدة، ظرفياً، لتُمجِّد الأفعال غير الشرعية و تتبنّى منهجيّة تُقدِّس السلاح خارج إطار الدولة. هذه الأفعال لا تؤدّي فقط إلى تقويض سلطة الدولة، بل و تُعرقل أيضاً مساعي الشعب اللبناني نحو تحقيق حياد سياسي و سلام مستدام يضمن مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة.

مع الأسف، تُساهم بعض وسائل الإعلام الممانعة، في تأجيج هذا التوتّر من خلال تمجيدها لأعمال هذه الجماعات و تتجاهل فكرة الدولة و المؤسسات. هذا النمط من التفكير، الذي يُفضّل مصالح جماعة مُسلّحة على الدولة، يشكِّل خطراً ليس فقط على مفهوم الدولة بل و على السِّلم الأهلي و التعايُش المشترك.

إنّ واجب الصحافة الحرّة - سواء كانت معارضة أو موالية - هو التزام الوقائع و تقديم تحليلات مبنيّة على أُسس واقعيّة، مع الحفاظ على الاستقلالية والنزاهة. الانحراف عن هذه المبادئ بخلق سيناريوهات و مقارنات خياليّة يُعدّ إهانة لعقول الجمهور و يُسهم في تقويض الثقة في الصحافة كوسيلة للتوعية و التوجيه.

الخلاف الحالي لا ينبغي أن يكون حول مفاهيم و أيديولوجيات تسعى لفرض هويّة معيّنة على لبنان، بل يجب أن يكون حول كيفيّة بناء دولة قويّة و موحّدة تحترم تعدّدية الآراء و تكفل الحريات. لتحقيق ذلك، يجب على الصحافة أن تلعب دورها كحارس للحقيقة، مُسلّحة بالموضوعية و الإخلاص لمهنة الصحافة التي تُعدّ ركيزة أساسيّة في أيّ مجتمع يسعى للعدالة و التقدم.

آخر الأخبار
GMT

آخر الأخبار
GMT