يعتقد نائب معارض أن المفتي الجعفري الممتاز يكرر في كل خطبة يلقيها الهجوم على "من أُعطي له مجد لبنان"، موجّهاً سهامه نحو بكركي، وذلك ضمن استراتيجية وضعها الوصي السياسي للمفتي قبلان. لكن هذه الهجمات لا تجد صدى بين الناس، وتستقبلها النخب السياسية بالاستخفاف، أولًا لمعرفة الجميع بتبعية المفتي قبلان، وثانياً بسبب القناعة العامة بأهمية موقع بكركي. الوصي السياسي للمفتي لا يستطيع قبول وجود أي جهة تَفوق موقعه، ويسعى إلى تزييف التاريخ في محاولة لإقناع الناس بروايته. الاستخفاف بذكاء الناس بهذه الطريقة لم يعد مقبولًا، حيث لا يمكن المقارنة بين حزب ميليشياوي ناشئ وآلاف السنين من المقاومة والثقافة والدور الفاعل الذي تمثله البطريركية المارونية.
يؤكد النائب أن محاولات التقليل من شأن البطريركية المارونية لا تجدي نفعًا، فالأعاصير لا تقوى على اقتلاع الجبال. هذه المحاولات لا تؤثر على الدور الراسخ والمتميز للبطريركية في الأحداث الرئيسية في تاريخ لبنان، والذي يتجاهله المفتي الجعفري عمداً. لطالما كانت البطريركية المارونية صرحاً صامداً في وجه جميع المحاولات، سواء المباشرة أو غير المباشرة، للإساءة إلى مكانتها وتاريخها، وتُعبر حالياً عن وجدان كل لبناني حر مؤمن بالدولة.
في الختام، وجه النائب رسالة إلى المفتي قبلان والجهات الداعمة له قائلاً: "لا تحاولوا بناء تاريخكم عبر إلغاء تاريخ الآخرين؛ فالتاريخ لا يبدأ بكم، بل أنتم مجرد جزء من سردية أوسع. حقيقة الأمر أن دوركم في هذا التاريخ كان ضئيلاً ولم تتركوا بصمة مؤثرة. اليوم، وجودكم في التاريخ مرتبط بالسلاح، لكن السلاح وحده لا يُخلّد العظماء؛ إنما الثقافة والعلوم والمساهمات هي التي ترسخ مكانة الأمم العظيمة. عندما يزول سلاحكم، سيزول معه الوهم، وستعودون إلى واقعكم المؤلم بأنكم لم تتركوا أثرًا طيّباً يذكر."
