• إنتصار وهمي جديد

إنتصار وهمي جديد

(المنبر)

شارك هذا الخبر

في ظلّ الأوضاع الصعبة التي يمرّ بها لبنان، يبرز دور و سلاح حزب الله كنقطة خلافيّة أساسيّة تُوتّر الساحة الداخليّة. الحزب، بسياساته و تمسّكه بقرار الحرب و السلم و السلاح، انحرف بشكل كبير عن مسار الدولة، ممّا يهدّد السلم الأهلي و يُضعف السيادة الوطنيّة. بعيداً عن الأوهام بأنّه يتمّ عزله، حزب الله بنفسه خلق عازل بينه و بين الإرادة الشعبيّة التي تنادي بالإبتعاد عن الحروب العشوائيّة و تطالب ببناء دولة قائمة على القانون و المؤسّسات.

التمجيد الذي نراه من بعض الأقلام لقوّة الحزب و أفعاله يُعدّ تدميراً لمفهوم الدولة، و يشكّل خطراً على مستقبل ما تبقّى من بلد. لبنان بحاجة ماسّة إلى عودة حزب الله الى الواقع الداخلي و إعادة التأكيد على سيادة القانون، مع ضرورة التسليم من قبل كلّ الأطراف على أنّ الدولة و مرجعيّتها هي وحدها المسؤولة عن الأمن، ممّا يعزّز السلام و الاستقرار.

ها هو حزب الله يحاول تشكيل سرديّة إنتصار وهمي جديد، بكسر عزلته، فعندما يعود حزب الله الى لبنانيّته يكون قد كسر العزلة التي فرضها على نفسه. ليتمّ ذلك، يتحتّم على الحزب إعادة تقييم دوره، بما يخدم وحدة و ازدهار لبنان. عليه كذلك التخلّي عن أجنداته الخاصة لصالح مصلحة لبنان و شعبه، و العمل على بناء دولة قويّة، مع جميع الأفرقاء، تكون قادرة على ضمان أمن و استقرار مواطنيها و توفير فرص اقتصاديّة و اجتماعيّة للجميع.

آخر الأخبار
GMT

آخر الأخبار
GMT