مشكلة الدراما اللي عم تتقدّم خلال شهر رمضان، انو معظمها ما بينبلع ، ما بينهضم، تقيل عالقلب ، بيعمل "كتام" بالنَفَس و"تلبّك" بالمعدة، وكلنا ( نحنا الناس وانتوا يا طبّاخين الدراما) معنا علم وخبر إنو مش مشكلة ابدا يكون العشا دسم، بس لازم واجباري يكون لذيذ وخفيف، حتى ما نشوف كوابيس بنومنا.
معظم الدراما برمضان كتير كتير دراما. انا شخصيا ما عندي مشكلة مع الدراما الدسمة، بس عندي مشكلة مع دراما مبالغة، مُستفِزة، غريبة عجيبة ،هجينة، عبثية ،مافيوزية، اجرامية، مركّبة تركيب ما بيركب بعقل حدا، بتكرر طعمتها ومكوناتها ونكهتها من موسم لموسم من دون تجديد ، مع انها مش جزء تاني او تالت مثلاً . دراما بترفع الضغط مش المشاهدات والرايتينغ، بتفلُج ما بتفرُج، بتبكّي ( مش تأثُرا ابدا، لأنو ما عنا مشكلة نبكي تأثرا بمواقف عن جد بتحرّك وجداننا) . دراما بتبكّي قد ما هي مصطنعةو fake ، ونحنا للصراحة اشتقنا نضحك. و عَ فكرة، فيكن تخلونا نضحك و نتنفّس مع مواقف طريفة، وشخصيات لذيذة وحقيقية ومؤثِرة ، حتى لو عم بتقدّموا مأساة بتوجّع. فيكن توجّعونا لتفتحولنا عيوننا من خلال موضوعات حقيقية، بس بذات الوقت تشوّقونا، تضخولنا اوكسيجين بالاضاءة والصورة والجو. فيكن تبكّونا، بس كمان ضحكونا. فيكن تخنقونا، بس "بليز" خلونا نتنفّس ونغنّي "شفلي هالصحن إذا نضيف، أو ناقصو تلميعة. دقّلي هالسمك اذا ظريف أو حامضة التنقيعة".
…صدّقونا، حمّض عَ قلبنا من معظم اللي عم بتقدمولنا ياه يا طباخين الدراما، وعن جدّ لو بضمن انو بتسمعوا صوتي وصوت كتار غيري، ومش صايبكن الطرش المتعمّد، كنت بصرخ بأعلى صوتي"افطمووونا". ولتكمل معنا ، حبة الكرز على كلاج رمضان ، غايبة مع غياب عدد كبير من النجوم اللبنانيين اللي اطيب منن ما في، لا بالسند ولا بالهند ولا بسوريا ومصر وطانزانيا وزيمبابواي . انا عنصرية؟ ايه، وعَ راس السطح. طيب ، لنرجع للجد، طبعا حلو الواحد ينوّع ويخلط مكوّنات ، بس حلو من وقت للتاني( والله العظيم مش عم نطلب دايما وعَ طرق النَفَس) يستطعم بطعم بلدي بيشبهو، من ضيعتو، من مدينتو ، بيذكرو بطبخ الماما، بالتتبيلة والنكهة والمكوّنات المزروعة بأرضو ،بتربتو ،بميّ من ينابيعو. ولأ، نحنا مش شعب عربي واحد بوطن عربي واحد، نحنا شعوب عربية عديدة بأوطان عربية عديدة، لكل بلد منها خصوصيته. عن جدّ اشتقنا نستطعم بالنكهة اللبنانية ١٠٠٪ ، وحقنا عليكن، وحقكن على بلدكن انو تدعموا الدراما اللبنانية والكوميديا اللبنانية ، لأنو نحنا اكتر شعب ساخر ، عيّيش، بيضحك على همومه، مهضوم رغم انو حقوقه كلها مهضومة... الله يرحم بيار الجميّل اللي اطلق شعار " بتحب لبنان، حب صناعتو"، ويعطيكن طولة العمر يا صنّاع الدراما اللبنانبة لحتى ترجعوها هي وموضوعاتها ونجومها ،للمكان الريادي والطبيعي.
