اصدر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان تعميماً لأئمة المساجد على كافة الأراضي اللبنانية لحث الناخبين السنة على الإقتراع بكثافة يوم الأحد في ١٥ أيار وذلك إلحاقاً لمواقف دار الفتوى الداعية إلى التصويت للوائح السيادية والقوى التي تؤمن بمرجعية الدولة ومؤسساتها وذلك منعاً لتسلل بعض المنتفعين المستفيدين من قرار تيار المستقبل إخلاء الشارع السني من تمثيله ودوره في الحياة السياسية اللبنانية في المرحلة المصيرية القادمة.
مصدر مطلع تناول مواقف المفتي والتعميم الأخير الذي أصدره بالدعوة لمشاركة السنة وحذر من محاولات تحريف مقاصد الكلام التي بدأها البعض بتصوير الدعوة بأنها لقطع الطريق على التصويت للقوات اللبنانية التي تشكل اليوم رأس حربة المشروع السيادي الذي تنشده دار الفتوى وتناشد اللبنانيين عموماً وأبناء الطائفة السنية خصوصاً للتصويت لمصلحته، فالخرق الذي تخشاه دار الفتوى هو الخرق من مرشحين سنة للجبهة السنية السيادية لارتباطهم بمحور الممانعة، وأشار المصدر بأن تحريف كلام المفتي بعيد كل البعد عن الواقع وبأن زعامة الشارع السني اليوم هي في دار الفتوى بعد انكفاء الزعامة السياسية للرئيس سعد الحريري الذي لطالما اعتبر أن المستقبل هو تيار عابر للطوائف، وهذا يفترض تلقائياً أن عبور الطوائف يسري في الإتجاهين، وما ينطبق على النواب المسيحيين في المستقبل ينطبق على النواب المسلمين الذين قد يكونون ضمن تكتلات سيادية وطنية.
واعتبر المصدر أخيراً أن دعوات مفتي الجمهورية لا تشكل إحراجاً لتيار المستقبل بل على العكس من ذلك فهي تخفف عنه عبء مسؤولية يتحملها في حال نجح "ح ز ب الله" في ملء الفراغ الذي أحدثه انكفاء الحريري وذلك بالسيطرة على كتلة نيابية سنية كبيرة تعوّض خسارته المتوقعة للغطاء المسيحي الذي شكله التيار الوطني الحر في السنوات الماضية.
