• المنظومة الى المربّع الأول

المنظومة الى المربّع الأول

(المنبر - انطوان سلمون)

شارك هذا الخبر

"الديماغوجي هو القائد الذي يبشّر بمبادئ، يعلم هو أنها باطلة لجموع يعلم أنها مغفّلة" (الصحافي والناقد الإجتماعي الأميركي هنري منكين )

وللشرح نقول: يستعمل الديماغوجي الوعود البراقة وتشويه الحقائق مؤيّداً كلامه بشتى فنون المنطق والأحداث المجتزأة والبراهين العامة دون إثارة تفاصيل قد تنبّه السامع وتدفعه إلى التفكير والبحث في صحة الخطاب. ويستعمل عادةً كلاماً مبسّطاً مستنبضاً من الموروث الشعبي، في إطار خطابات حماسية حبلى بالشعارات الشعبوية. ومع أنّ الكذب هو من الوسائل المعتمدة...


حدثان استدلاليّان كاشفان للغطاء ومسقطان للقناع طَبَعا الأسبوع الفائت هما انتخابات أعضاء في هيئة نقابة المهندسين في بيروت ،وتصويت الهيئة العامة في مجلس النواب على التمديد للمجالس البلدية والإختيارية...
وكما في جلسة التمديد كذلك في انتخابات "المهندسين" ومصطلحاتهم الرياضية الهندسية عادت "سيبة" المنظومة ب"مثلث" "عون الحريري نصرالله" على ما سبق ووصف ميشال عون في مقابلة في المنار في 19 حزيران 2014 اذ قال: انا ونصرالله والحريري نشكل "مثلث" قوة للبنان علماً ان هذا "المثلث" لم يكن يوماً "متوازي الأضلاع" وإذا أضفنا الرئيس نبيه برّي نكون قد عدنا الى "مربع" المنظومة الأول وكون المربّع غير متوازي الجهات يصبح "مستطيلا" ...كما ان "خط" الحزب قابلته "خطوط" متوازية برتقالية زرقاء خضراء لا تلتقي نظرياً مبدئيا لاعتبارات وحسابات شعبوية ديماغوجية طائفية لتلتقي فعلياً في المحطات التي تهم "خط" الحزب المذكور والتي تدخل البلاد في "دائرة مفرَغة" مفزِعة.

ومن ظنّ مخدوعاً ان العلاقات بين الرباعي المذكور أعلاه وصلت الى "نقطة" اللا عودة ولو لمرّة تيقّن بالصوت والصورة وبالألوان ان الحزب والحركة والتيارَين لم يختلفوا يوما وما يحَيّكه الخياط الأيراني يلبسونه بطيبة خاطر وعن سبق معرفة ومصلحة، ليعودوا وبيدّلوه حسب رغبة الحائك حتى لو لم يكن ملائماً لا شكلا ولا مضموناً ولا قياساً.

ولم تعد الادوات والاساليب الفنية التجميلية ولا المستحضرات ولا الخدع البصرية والسمعية قادرة على تحوير الأنظارعن حقيقة وهويّة وهوى المنظومة السياسية الحاكمة ...

فجبران باسيل وتياره لا يستطيعان ان يكرّرا ويتسعيدا هجومهما على المنظومة الحاكمة ويتجاهلان مآثرهما في الحكم وفي الحكومات لا بل باستطاعتنا ان نستعيد تصريحات ما زالت سارية المفعول يجب اعتمادها لتأكيد اندماجه وانصهاره في تلك المنظومة من تيار الحريري الى أمل وحزب الله.

.ففي 16 كانون الأول 2017 وبعد زيارته لدارة بهية الحريري في مجدليون صرّح باسيل: ازور هذا البيت لأن "هيدي إم نادر .. إم الكل "...
ليلاقيه سعد الحريري -وما زال- في 1 أيار 2018 بقوله:الصوت التفضيلي في البترون لصديقي جبران باسيل ...ومن بعدها يأسف نائب التيار آلان عون على غياب حليف باسيل في التسويات والصفقات نادر الحريري في 30 حزيران 2018 بقوله لتلفزيون ال "ام تي في":نفتقد نادر الحريري ويا ريت بيرجع ...ليعبّر بعدها سعد الحريري في 20 آذار 2019 "التسوية مع عون زواج ماروني"
...
كذلك تصريحات باسيل وتياره الشعبوية التوسليّة ضد حزب الله وحركة امل تدحضها وتلغيها وتبطلها الوقفات غير الوطنية وغير المبدئية في الاستحقاقات المصيرية في اصطفافه خلف الحزب والحركة ففي 5 شباط 2019 كشف مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا ان "جبران باسيل يعتبر حسن نصرالله من القديسين" ...وجبران باسيل نفسه اعتبر الرئيس بري في 23 أيار 2018 "جزءاً من معادلة الرئيس القوي" ليعود ويقول في صحيفة الجمهورية في 4 آب 2018 مع عماد مرمل:"نتشارك وبرّي في خوض معركة مكافحة الفساد"

وطبعا تنطبق هذه الإزدواجية والذميّة على تيار المردة والذي اصطف رئيسه ويصطف خلف الحزب فمثلاً قاطع نواب المردة الجلسات النيابية قبل 2016 تسهيلا لانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية علماً ان فرنجية كان مرشّحا جديّاً ...ونواب تيار المردة اليوم يصوّتون بأوراق بيضاء ويعطلّون النصاب علما ان فرنجية أيضا مرشّحاً جديّاً...

ان ما ظهر في مَحَطتَي "المهندسين" و"التمديد" ما هو الا جزء يسير من القمّة التي تغطّي وغطّت جبل جليد التحالفات التسووية و ما زال دمّ التنازلات والدولارات والصفقات والتعيينات يجري في عروقها حتى الآن وما زال الوطن والمواطن يدفعان أثمانها من خلال تجفيف دمّ موارده المالية وإنضاب حيوية دولته السيّدة الحرّة المستقلة المستقرّة.

وأخيراً وعلى ما تقدّم علينا ألا "نَغْفَلَ" عن التعاليم "الباطلة" لهؤلاء "القادة الديماغوجيين" فنكون لا سمح الله من "المُغَفّلين".

آخر الأخبار
GMT

آخر الأخبار
GMT