"كلنا إرادة" وعنجهية السلطة.. وجهان لعملة واحدة

(خاص المنبر)

شارك هذا الخبر

غريب امر بعض ما يسمى قوى التغيير وتحديدا "كلنا ارادة" التي تسعى ان تخوض الانتخابات تحت عنوان وطني في اغلب الدوائر، من خلال دعم مرشحين يشكلون قوة معارضة تستطيع ان تغير واقع الحال السياسي والتشريعي، ولكن ممارساتها لجهة صوغ التحالفات ووضع فيتو على هذا او ذاك يؤدي الى تعزيز حضور اطراف واحزاب السلطة.

ففي وقت يُنتظر من القوى التي تدعي التغيير ان تكون موحدة وتتحالف مع القوى التي ولو كان لديها خلفية سياسية او تمثيل نيابي الا انها لم تشارك في السلطة وفسادها، غير ان الطمَع -عند من يعتبر نفسه من قوى التغيير- يتحكم بها على قاعدة "قوم تا اقعد مكانك" وبالتالي تقدم خدمة مجانية للسلطة وسلطة الامر الواقع.

وانطلاقا مما تقدم، توقفت مصادر متابعة عند ما يحصل في دائرة الشمال الثالثة فبدل ان تمد "كلنا ارادة" اليد الى النائب السابق ميشال معوض، فانها تخوض معركتها وكأن معوض هو خصمها في حين يجب ان يكون الهدف النائب جبران باسيل او التيار الوطني الحر وحلفاؤه، الذين يمثلون السلطة.

وبالانتقال الى المتن، فقد ادت تصرفات "كلنا ارادة" والضياع الذي تعاني منه وعدم توحيد الرأي والتحالف مع القوى المعارضة الاخرى، الى شرذمة الاصوات المؤيدة للتغيير، وهنا ايضا تستفيد السلطة.

اما في بيروت وتحديدا في الدائرة الثانية بدل ان تتوحد هذه القوى وتتحالف مع الشخصيات الفاعلة كالنائب فؤاد مخزومي الذي يعتبر من ابرز المعارضين للسلطة الحاكمة ولحزب الله، منذ ما قبل 17 تشرين. الا ان الاخيرة ونتيجة لخلافات داخلية وعدم الثبات في الرؤية لم تستطع صياغة اي تحالف، وهنا ايضا حصل حزب الله على خدمة مجانية منها.

وفي تقييم لهذا الاداء، ترى المصادر ان "كلنا ارادة" بعيدة كل البعد عن التغيير المنشود، وهي اقرب الى عنجهية السلطة.. وكأنهما وجهان لعملة واحدة.

آخر الأخبار
GMT

آخر الأخبار
GMT