• اتصال الاسد- عبدالله بعد قطيعة 11 عاماً...اعادة تثبيت النظام السوري أصبح واقعاً؟

اتصال الاسد- عبدالله بعد قطيعة 11 عاماً...اعادة تثبيت النظام السوري أصبح واقعاً؟

(الوكالة المركزية)

شارك هذا الخبر

تتسارع الأحداث عربياً واقليمياً، وتشهد المنطقة تطورات في العلاقات بين الدول، ولعلّ ابرزها التقارب السعودي –الايراني من جهة والتقارب العربي – الاسرائيلي من جهة ثانية، وخاصة الى افتتاح اسرائيل سفارة لها في البحرين. كما برز موقف لوزير التعاون الإقليمي الاسرائيلي عيساوي فريج أمس، حيث تطرق، إلى إمكان توقيع دول أخرى اتفاقيات تطبيع مع دولة إسرائيل. وبحسب الوزير فريج، فإن الدولة التالية التي قد تطبّع علاقاتها مع اسرائيل، على ما يبدو ستكون العراق، بالاضافة لدولة اخرى مسلمة في الطريق".

أما بالنسبة الى سوريا، والتي شهدت مقاطعة عربية منذ اندلاع الاحداث فيها عام 2011، فقد برز أمس الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس السوري بشار الاسد بملك الاردن عبدالله الثاني، وهو الأول منذ اندلاع الحرب في سوريا. كما شهد الأربعاء الماضي إعادةً لفتح معبرِ جابر الحدودي بين الأردن وسوريا في الاتجاهين. وقبل أسبوعٍ زار وفد وزاري سوري العاصمة الأردنية عمّان، لعقد لقاءاتٍ مع نظرائهم الأردنيين بهدف مناقشة ملفات الطاقة والمياه والنقل، وتفعيل التعاون الثنائي بين البلدين. فما هي دلالات هذه التطورات؟

الوزير السابق فارس بويز يقول لـ"المركزية": من الواضح ومنذ زمن ليس بقليل أن الاحداث في سوريا لم تنتج فعلا بدائل مقبولة عن النظام الحالي لا بل المعارضة كانت اما ضعيفة في تمثيلها واما متلطية وراء حركات متطرفة لا بل ارهابية أحياناً. من هنا، فإن العالم بأسره بدأ يقتنع بأن البدائل المقبولة عن نظام الاسد غير متوفرة على الاطلاق، وهذا العنصر الاول. اما العنصر الثاني، فهو ان النظام تمكن، بعد معارك ضارية، من اعادة تثبيت مواقعه وشمل ذلك حوالي 80 الى 85 في المئة من الاراضي السورية. وبالتالي، لم يعد العالم امام المعطى السابق ولم يعد الكلام عن تغيير النظام مطروحا، لا بل أصبح بقاء النظام أمرا واردا جدا. ومن هذا المنطلق، بدأت العلاقات تعود الى طبيعتها بين الوفد السعودي الذي زار سوريا منذ مدة، وبين الاتصال الذي حصل بين الرئيس الاسد وملك الاردن وبين زيارات خارجية كثيرة غربية حتى الى سوريا، اعتقد ان عملية اعادة تثبيت النظام أصبحت واقعية".

ما هي انعكاساتها على لبنان، خاصة وان بعض المعلومات أشارت الى ان رئيس الوزراء الاردني بشر الخصاونة طرح موضوع سوريا مع الرؤساء في لبنان، خلال زيارته لبنان الاسبوع الماضي، يجيب بويز: "لا اعتقد بأنه بحث موضوع سوريا من الناحية السياسية، بل أنه أتى لبحث إمدادات الكهرباء التي ستمر عبر سوريا، بما يعني سوريا بهذا الامر. فتأثير رئيس الحكومة الاردني او اللبناني على مسار الامور في سوريا ليس بقوي".

ماذا عن تأثير انفتاح الاردن وسوريا اقتصادياً على لبنان بما أنه معبر الى الخليج؟ "كلما كان الواقع الجغرافي اللبناني السوري منفتحا، استفاد لبنان كون معظم صادراته تمر عبر سوريا، وسوريا هي الممر اللبناني لمنطقة الخليج وعندما ينقطع يسيء للاقتصاد اللبناني، وهذا أمر تاريخي".

وعما اذا كان الرئيس الاميركي جو بايدن سيستكمل خطى سلفه دونالد ترامب لتحقيق صفقة القرن في ظل الحديث عن تطبيع دول عربية أخرى مع اسرائيل، يؤكد بويز "بعد حرب العراق وسقوط العراق كمعقل للرفض العربي وبعد حرب سوريا التي انهكت سوريا وبعد ولاية ترامب التي ضغطت وفرضت على الخليج عملية التطبيع، لم يعد مستغربا ان تذهب بلدان اخرى في هذا الاتجاه. فالمواجهة العربية التاريخية للكيان الاسرائيلي تفككت بسقوط ثلاث عواصم عربية تاريخية، بدأ بسقوط القاهرة باتفاق كامب دايفيد والعراق بحرب العراق ومن ثم سوريا بالحرب فيها، ما يجعل مسبحة التطبيع مطروحة، ولم يعد الا حماس في فلسطين المحتلة وحزب الله في لبنان الى حد، يواجهان هذا الواقع. اما ما تبقى، فإن معظم الدول العربية، منهكة سواء بواقعها او تحت الضغط الغربي الاميركي، واصبحت مستعدة لهذا الامر. لقد سقطت الجبهة العربية والعروبة كمفهوم وكهوية سياسية نتيجة كل هذه الضغوط، وبالتالي لم يعد هناك موقع معاد ومقاوم فعليا لاسرائيل".

ما هو الحل لفلسطين في ظل كل ذلك، اجاب بويز: حل الدولتين هو الحل المنطقي الذي يقترب نحو العدالة، لكن حتى هذه الساعة لا تزال اسرائيل ترفض هذه النظرية ولا تعتبر ان للفلسطينيين الحق بالحصول على دولة بمفهوم دولة كاملة الصلاحيات والسيادة، ولا يزال هذا الامر غامضاً ولا اعتقد ان موضوع حل الدولتين مطروح جديا".

آخر الأخبار
GMT

آخر الأخبار
GMT