في بلد الانهيارات الكبرى ، أصبح احترام القانون بنظر بالبعض، خطأ مشيناً. في بلد تغيب عنه الدولة المُصَادر قرارها، و الغائبة أصلا عن أدنى واجباتها تجاه المواطنين، تاركة اللبناني ليقف وحده في مهب الريح، وليقوم هو وحده بمبادرات فردية ليستمر لبنان وطن الانسان والفن والابداع، هناك من يعتبر أن عدم التدخّل في قضية متنازع عليها قضائيا، خطأ جسيم.
الخطأ المشين حسب هذا البعض، هو أن تتمنى لجنة موريكس دور على الفنان زياد برجي عدم غناء أغنية " وبطير" في حفل توزيع جوائزها، باعتبار أن هذه الاغنية تحديدا متنازع عليها قضائيا بينه وبين النجمة اليسا. لجنة جائزة موريكس دور بتصرفها هذا، تبرهن أنها لا تفرّق بين فنان وآخر، ولا تقف في صف طرف على حساب طرف آخر، وخصوصا عندما تكون القضية قد اصبحت في عهدة القضاء كما هو الحال مع اغنية" انا وبس" التي تنازل عنها زياد برجي باوراق رسمية تحت هذا الاسم، ثم عاد وطرحها باسم "وبطير".
من سينصف القانون بين اليسا وبرجي في المستقبل، ليس شأن جائزة الموريكس دور اليوم. وبانتظار صدور الحكم النهائي في القضية، موريكس دور لم تخطئ باحترامها القضاء والقانون في وطن غاب عنه القانون وضاع الحق، وانهارت الاخلاقيات. لا، لم ترتكب موريكس دور أي خطأ، لا صغير ولا كبير ولا مشين. التمني بعدم غناء اغنية متنازع عليها ، ارقى ما قامت به اللجنة التي لو كانت تسعى للسكوبات والخضات، لكانت سمحت بغنائيها. لا ، موريكس دور لم تخطئ، وحقها ان تحترم القضاء، والا تأخذ طرفا مع احد ، باستثناء الحق والحكم القضائي النهائي. وبانتظار صدور هذا الحكم القضائي النهائي، وبحال كان لصالح من تنازل عن اغنية لحنها وقبض ثمنها قبل ان يقرر أن "يفقّع قلب " من حصلت عليها منه هو شخصيا( وباعترافه و امضائه ولسانه)، عندها لينشدها في الموريكس دور وفي ال Video Music Awards ايضا اذا استطاع اليه وصولا.
وحتى ذلك الحين، نحن نشد على يد لجنة " موريكس دور" ونحييها على قرارها هذا الذي يصب في مصلحة الحق والقانون اللذين يعلوان ولا يُعلى عليهما.
