• جلسة

جلسة "تبرئة الذمم"

(اللواء)

شارك هذا الخبر

علَّق مرشح «التقاطع» الوزير السابق جهاد ازعور عمله في صندوق النقد الدولي، وأعلنت كتلة الوفاء للمقاومة حضور جلسة الاربعاء، والتصويت الى جانب المرشح المدعوم من الثنائي سليمان فرنجية، في وقت حسم فيه اللقاء الديمقراطي امره باتجاه التصويت الى جانب ازعور، الذي سبق للحزب، ورشحه من ضمن سلة من الاسماء الأخرى.

وأشارت مصادر سياسية الى مؤشرين مهمين، سجلا لصالح مرشح المعارضة والتيار العوني الوزير السابق جهاد ازعور، بمواجهة مرشح الثنائي الشيعي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، اولهما تراجع الجانب الفرنسي عن المبادرة التي اطلقها منذ اشهر وترتكز على دعم ترشيح فرنجية للرئاسة، والقاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة المقبلة، بعدما ووجهت برفض من الكتل النيابية المسيحية الثلاث، وأطراف بالمعارضة بمعظم مكوناتها، وكانت زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي لباريس مؤخرا، بمثابة العامل الحاسم لاسقاطها، والمؤشر الثاني اعلان كتلة اللقاء النيابي الديمقراطي بعد اجتماعها بحضور وليد جنبلاط،تأييد ترشيح ازعور، باعتباره مرشحا، لا يشكل تحديا لاي طرف بعدما كان جنبلاط طرحه من جملة اسماء من خارج الاصطفافات السياسية قبل اشهر على الاطراف السياسيين الأساسيين.

وتعتبر المصادر المؤشر الأول بتحول الجانب الفرنسي عن مبادرته وتكليف الرئيس ايمانويل ماكرون، لوزير خارجية فرنسا الاسبق ايف لودريان بمهمة توافقية بين الاطراف اللبنانيين لحل الازمة الخطيرة التي يتخبط فيها، التخلي عن دعم مرشح المبادرة الفرنسية سليمان فرنجية، والبحث عن مرشح توافقي، واستتباع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في قطر بعد لقاء مع بعض اعضاء دول اللقاء الخماسي، بموقف جديد، اعلنت فيه،بانه ليس لفرنسا اي مرشح للرئاسة الاولى في لبنان، ليس الاعلان الرسمي عن نعي مبادرتها، وانما بمثابة انضمام فرنسا لمواقف دول اللقاء الخماسي، بما تمثله دولهم اقليميا وعربيا ودوليا، والذين لم يؤيدوا مبادراتها سابقا، وكانوا على تباين معها.

واهمية المؤشر الثاني لتأييد كتلة اللقاء الديمقراطي بتأِييد ترشيح ازعور، تكمن بأنه يراعي توجهات دول اللقاء الخماسي وتحديدا المملكة العربية السعودية، وهي الدول التي حددت مواصفات ومعايير للمرشحين الرئاسيين، ولم تدخل في التسميات، وهذا المنحى قد ينسحب على العديد من النواب السنّة المبعثرين والتغييريين المترددين، ويزيد في اصوات النواب المؤيدين لترشيح ازعور.

وعليه، اتخذت جلسة الانتخاب رقم 12 لانتاج رئيس للجمهورية، مع تعيين مسؤول فرنسي رفيع هو وزير الخارجية السابق جاك - ايف لودريان، أبعادا جديدة، من دون اسقاط عناصر المفاجآت والحسابات والتأثيرات المباشرة على الكتل والتجمعات النيابية على مستوى الملتزمين او المحيرين او الرماديين.

وقال مصدر نيابي لـ «اللواء» ان الجلسة المقبلة اشبه بجلسة «تبرئة الذمم»، من تهم التعطيل، لا سيما مع التوجه الفرنسي الجديد وعزم دول اللقاء الخماسي، على انهاء الشغور، وسط البلوغ بعقوبات، على ان تحسم الاتصالات الجارية بين العواصم الوجهة الاخيرة للمرشح المكتوب له ان يكون رئيساً.

ومنعاً لأي تأويل، برَّر اللقاء الديمقراطي موقفه بأن الحزب او من رشح ازعور وهذا الترشيح لا يعني تموضعاً او اصطفافاً، مجددا الالتزام بالحوار من اجل التوافق، رافضا اعتبار ترشيحه كنوع من التحدي.

ولاحظت مصادر دبلوماسية متابعة ان التقاء كتلة حزب الله واللقاء الديمقراطي على الحوار، وكتل اخرى، يعني ان جلسة الاربعاء المقبل، لن تكون الحاسمة في انجاز انتخاب الرئيس، انما تفتح الباب امام حوارات جديدة لبلورة وضعية من شأنها إنضاج طبخة التفاهمات، بالتزامن مع اطلاق حركة اتصالات دبلوماسية- سواء عبر اللقاء المستمر بين الجانبين السعودي والسوري، او من خلال لقاء وزيرة الخارجية الفرنسية مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان خلال اللقاءات الخليجية- الدولية حول مكافحة الارهاب.

ويُنتظر ان تقوم باريس بمقاربات اخرى للملف يأخذ بالاعتبار التطورات التي حصلت بترشيح جهاد ازعور مقابل ترشيح سليمان فرنجية. فيما يفترض ان تتبلور تباعاً خلال الايام الفاصلة عن جلسة الانتخاب مواقف الكتل النيابية الحائرة او المترددة او المتأخرة عن تحديد موقف، بعد استنفاد كل الاتصالات والخيارات، وسط توجه لعدم استخدام الورقة البيضاء لدى معظم إن لم يكن كل الكتل والنواب المستقلين. فما يبدو من بعض المؤشرات والمواقف ان الامور ذاهبة الى تسوية جديدة لا احد يعرف متى تتم في ظل استمرار الاستعصاء القائم.

وفي ما يبدو انه مقدمة لنشاط رئاسي علني وبدء جولة جديدة من الاتصالات مع الكتل، اعلنت مديرة الإعلام في صندوق النقد الدولي جولي كوزاك، «أن مدير منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى جهاد أزعور علق عمله مؤقتاً في صندوق النقد الدولي، مشيرةً إلى أنه في إجازة حالياً، من أجل تجنب أي تصور بشأن تضارب المصالح».

وعلى هذا تتجه الانظار الى ما سيحمله لودريان والى مواقف الكتل والنواب الفرادى الذين لم يحددوا او يعلنوا خياراتهم بعد، لاسيما نواب جزين صيدا شربل مسعد أسامة سعد وعبد الرحمن البزري، و«الاعتدال الوطني» و«اللقاء المستقل»، وحتى موقف تكتل «التوافق» الجديد، ومجموعات «نواب التغيير» الذين يميل اغلبهم للتصويت لمصلحة ازعور ولو لم يتم الاعلان عن ذلك بعد، حيث توقعت مصادرهم تبيان وجهة كل مجموعة منهم واتخاذ القرار خلال ايام قليلة.

آخر الأخبار
GMT

آخر الأخبار
GMT