• لا، اليسا لم تخطئ

لا، اليسا لم تخطئ

(المنبر - جوزيفين حبشي)

شارك هذا الخبر

"حبي لوطني ومصلحة وطني مدعاة فخري.وما بحياتي قللت احترام مع اي شعب، فكيف بالاحرى الشعب العربي لِ بنتمي إلو؟ما بعتقد بكون عم هين حدا لما طالب بعودتو لوطنو، لأنو وطن الانسان كرامتو. لأني بحبكن بتمنى ترجعوا كلكن لاوطانكن .”


هل أخطأت اليسا بردها على الهجوم التويتري الذي تعرضت له، لأنها كانت بتغريدات سابقة تدافع عن وطنها، رافضة ان تحاول " فئة" محددة( هي لم تعمم، ومعروف من تقصد) شن حربها من لبنان الذي استقبل وحضن، مما قد يستدعي ردا من عدو قد يفجر حرباً على أرضها التي تعاني الويلات والانهيارات؟


هل اخطأت عندما أعتبرت سيادة الوطن فوق كل اعتبار وأن وطن الانسان كرامته وملجأه وحضنه الآمن، بدليل أننا كلنا مهما تغرّبنا وحققنا ثروات ونجاحات في الخارج، بشكل قانوني طبعا، يبقى حلمنا العودة الى جذورنا؟ هل معها حق أصالة بتغريدة (اعتُبرت ردا على تغريدة اليسا )عندما قالت" كلنا بالارض لاجئين وما حدا بيملك اي مكان "؟ لا لم تخطئ اليسا، ولا لم تخطئ أصالة التي تدرك في أعماقها أنها مهما نجحت وحملت جوازات سفر دول أخرى غير سوريا، تبقى سورية وتفتخر بذلك وتتمنى العودة الى شامها وياسمين شامها.


أصالة تدرك ومثلها اليسا أن الوطن أم وكرامة وعزوة، والارض غالية جدا ، بدليل كل الشهداء الذين سقطوا وسقوا ارضهم دماّ من أجل صون أوطانهم من كل من يحاول إنتهاك سيادتها وحريتها، من فجر التاريخ وحتى اليوم وغدا والى ابد الابدين.
من فجر التاريخ، تستقبل الدول الغنية والآمنة والمزدهرة والتي لا تعاني إنهيارا إقتصاديا ، كل من يرغب بالعمل والعيش على أرضها ، بشرط احترام الدولة المضيفة والالتزام بقوانينها وعدم تعريض سيادتها وأمنها واستقرارها للخطر، والا كان مصيره الترحيل.


هل من العدل تحميل لبنان، هذا الوطن الصغير والمثقل بالاعباء والمآسي فوق طاقته المادية والمعنوية؟ هل من العدل أن يشن "بعض " النازحين واللاجئين حربهم من أرضه وتعريضه لمزيد من المآسي؟
طبعا ليس من العدل أيضا ما يعانيه اللاجئ والنازح، ( فلسطينيا كان أو سورياً) واليسا تعرف تماماً أن قرار العودة ليس بيده. لذلك عندما تتمنى العودة الى الاوطان، تكون تتمنى أن يعم السلام وأن يتم إيجاد الحلول، حتى يتمكّن الجميع من الرجوع الى حضن الأم، فهل هذا خطاب كراهية وحقد؟


اليسا تمنّت، على أمل أن تلقى أمنيتها آذاناً صاغية من المنظمات الدولية، لأن من واجب هذه المنظمات التفاوض مع نظام دولة اللاجئين لايجاد إمكانية عودتهم الى مناطق آمنة لا تعرضهم لبطش هذا النظام، أو إيجاد بديل لهم في دول قادرة إقتصادياً على تحمّل هذا الكم الهائل الذي كاد أن يفوق بعدده عدد الشعب اللبناني الرازح بدوره تحت خط الفقر والعوز والحرمان.

على هذه المنظمات أن تخفف العبء عن لبنان المخنوق على كافة المستويات. أين الخطأ الذي اقترفته اليسا بالمطالبة بعودة اللاجئين ؟ اليس هذا مطلب الجميع؟ اليس هذا حلم الجميع؟ واجب المنظمات الدولية حل أزمتهم وازمة لبنان الذي يقف بدوره على شفير الهاوية؟
لا، اليسا لم تخطئ.

.

آخر الأخبار
GMT

آخر الأخبار
GMT