نعم، اعتذري يا اليسا. اركعي واطلبي السماح من الاتقياء ، واحذفي فوراً وسريعاً اغنية " من اول دقيقة" مع نجم مغربي ادانته محكمة فرنسية بتهمة تعنيف امرأة فرنسية واغتصابها.
نعم، اعتذري لغنائك مع من خطيئته الكبرى أنه تربّى في عالم عربي لا يزال قسم كبير منه يقدّس الزعيم الجلاد ويهلل للزعيم السارق ويغض النظر عن الزعيم القاتل. زعيم ليس معتادا ان يستفيق احد أمامه، ولا ان يُقال له لا، ولا أن تتم محاسبته، ولا أن يعترض المغتصَب اصلا على اغتصابِه.
اعتذري يا اليسا، وقد لا نسامحك ولا نغفر لك خطيئتك المميتة، لأننا نحن الاتقياء واصحاب الضمير الحيّ، اعتدنا ان نسامح فقط ومن دون اعتذار او ندم ، كل مّن غنّى ولا يزال يغنّي علينا ليلا ونهارا باسم الكرامة والحرية والسيادة والاستقلال والشرف والوطنية. اعتدنا أن نصفّق بفخر وحب لمن اغتصب ارواحنا واجسادنا وارضنا وارزاقنا ومستقبل اولادنا وجنى عمرنا، وصفعنا الصفعة تلو الصفعة، ومسّح الارض بكرامة ارضنا المسلوبة وحدودنا المنهوبة وخيراتنا المسروقة. اعتذري يا اليسا، وربما نسامحك، لا يمكننا أن نعطيك وعدا كاملا، فاغتصاب جسد، داخل غرفة لا شاهد فيها على الحق و الباطل، هو جريمة اكبر وافظع من جريمة اغتصاب الروح ولقمة العيش وحبة الدواء وتفجير الوطن ومسح الارض بالكرامات وعلى عينك يا تاجر وفاجر.
اعتذري يا اليسا، ولا تطلبي منا في المقابل مطالبة من انتهكوا حرمة انسانيتنا أن يعتذروا بدورهم . احذفي اغنيتك و لا تطلبي منا ان نحذف "زعماء" من قاموس تاريخنا المجيد، فرغم انهم انذال اغتصبوا الشعب واطفال البلد بالكيماوي، وفجّروا العاصمة بالنيترات ، واطفأوا نور الكهرباء لأن الظلمة تُسَتِّر على اغتصاباتهم اكثر ، واستباحوا الكيان نهبا وفسادا وتهريبا وحروبا، يظل هناك كثيروووون يطبّلون لهم ويزمّرون و" بالروح والدم والاجساد والاولاد والكرامات نفديكم يا… عظيمين".
اعتذري يا اليسا واحذفي اغنيتك،
وبدورك انت يا هوليوود إمحي من سجلك الذهبي افلاما بنت مجدك السينمائي وحصدت جوائز واوسكارات لأنها للاسف من انتاج المغتصِب هارفي وينستاين مثل "بالب فيكشن" و Shakespeare in Love و Good Will Hunting و Gangs of New York و kill Bill و
The Lord Of The Ring
وانت يا صابر الرباعي احذف اغنيتك مع لمجرد" السهرة صباحي" ، حتى نرتاح نحن الاتقياء، وننام مطمئنين على وسادتنا، لأننا نكون بذلك قد سجّلنا موقفا مشرّفا ضد واقعة الاغتصاب ، و محوّنا اثار الجريمة النكراء، والاهم من هذا كله، نكون قد صححنا التاريخ ( الفني او السياسي لا فرق) الذي يستحيل عادة مراجعته او تعديله او محوه .
