"لم يعد أيّ موجب لبقائنا في هيكلية الحزب"، عبارة واحدة أجمع عليها عدد من المستقيلين حديثاً من التيار الوطني الحر، تدلّ على أنّ الانقسام الذي يشهده "التيار" لا يقتصر على الموقف السياسي لرئيسه تجاه قيادة الجيش اللبناني أو القضايا المحلية، لا بل يتعدّاه إلى خلل تنظيمي وسوء إدارة من أعلى الهرم حتّى أدناه، واستلشاء لا حدود له مع المنتسبين للتيار، وفق ما تؤكّده أوساط مطّلعة عن قرب على ما يجري داخله.
وتؤكّد الاوساط بأنّ الخلافات قد بلغت ذروتها في مناسبتين، الاولى الانتخابات النيابية والثانية الانتخابات الحزبية، حيث شهدتا على انهيار الثقة بشكل كبير بين القاعدة الحزبية والقيادة، حيث اتُّهمت الاخيرة بتلاعبها بنتائج اختيار المرشّحين في "النيابية" وعملها على فرض المحظيين في "الحزبية"، بعيداً عن أيّ أصول ديمقراطية أو أيّ احترام لآراء "العونيين".