من المعروف انّ تحالف الحزب التقدمي الاشتراكي مع تيّار المستقبل خلال الاستحقاقات الانتخابيّة السابقة شكل رافعة كبيرة للوائحه، خصوصاً في إقليم الخروب والبقاع الغربي. وقد اثبتت التجارب العملية بأنّ الاشتراكي استفاد كثيراً من الأصوات التي كان يضمنها التيّار لهُ وبالتالي استطاع تحصيل حواصل انتخابيّة بسبب الدعم الذي كان يتلقاه قبل انكفاء الرئيس سعد الحريري عن معركة 2022 الإنتخابيّة وتعليق عملهُ السياسي ككُلّ.
اما اليوم، وبعد تصريح نائب الحزب الإشتراكي وائل أبو فاعور، مفادهُ انّ المخابرات السورية عادت لتتدخل في الانتخابات النيابية، مُعتبراً انّ معركة دائرة البقاع الغربي سياسية بإمتياز، محذراً من مشروع حزب الله والنظام السوري لإعادة المنطقة الى ما قبل انتفاضة 14 آذار 2005.
فأبو فاعور كان قد تعرض لهجمة مشابهة سنة 2018، لكنهُ نجح في تأمين 10776 صوتًا تفضيلياً له بمساعدة سنّة "المستقبل" في المنطقة، مع حصوله على نحو 300 صوت شيعي من "حركة امل" بحكم الصداقة التي تربط رئيس المجلس النيابي نبيه برّي بزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط، والجدير بالذكر، آنذاك انه تمّ تخوين كل شيعي يقترع لغير لائحة حزب الله.
لكنّ السؤال المطروح اليوم: هل سيُناصر سُنّة "التيار الازرق" جنبلاط، ويقطعون الطريق أمام حزب الله وحلفائه، امّ سيقدمون الاكثرية النيابية، من دون معركة، لقوى الثامن من آذار؟
ووفق آخر المعلومات التي حصلت عليها وكالة "اخبار اليوم"، من احدى المرجعيات في منطقة راشيا -البقاع الغربي، انّ اهل السُّنّة في البقاع مستعدون للمشاركة في الانتخابات بغض النظر عن إنتماءاتهم الحزبية، لكنّ بالدرجة الاولى نرفض العودة الى الوراء بسيطرة "حزب ايران" وعناصره المُرشحة على خصوصية المنطقة وحساسيتها هذا بحسب المرجعية عينها.
وتقول، انّ المستقبل لم يستمع لقاعدته الرافضة مقاطعة الانتخابات، لِعدم تسليم القرار في البقاع لقوى الممانعة.
ورداً على سؤال، هل ستصوتون لِمُرشّح الاشتراكي في الدائرة ايّ ابو فاعور، تجيب: "نعم انّ الاكثرية من اهلنا ستصوت لهُ لِ "ليّ" ذراع الحزب، ايضاً على قاعدة انّ جنبلاط يدفع ثمناً كبيراً في وقوفه بوجه القوى الايرانية.
في المقابل، يرى المراقبون أنّ خصم أبو فاعور، فيصل داود عام 2018، حصل على 2041 صوتاً، أي أنّ الاوّل نال 5 أضعاف أصوات الثاني. كذلك، الاصوات التفضيليّة تُرجّح كفة أبو فاعور بالفوز - فلا يزال التقدمي الاشتراكي يملك حاصلاً انتخابياً يصل إلى 12 ألف صوت. ويُضيف المراقبون انّ الحزب لنّ يُفرّط بالوزير السابق حسن مراد أو نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، والمغامرة لكسر جنبلاط في البقاع الغربي.
