• وليد الخوري ضحية

وليد الخوري ضحية "خديعة" باسيل من جديد؟

(المنبر - )

شارك هذا الخبر

٦ أيار ٢٠١٨، الساعة السادسة والنصف صباحاً وصلت رسالة نصيّة الى هواتف الجبيليين من رئيس التيّار الوطني الحرّ جبران باسيل تطلب من جميع العونيين وأعضاء التيار الوطني الحر إعطاء صوتهم للنائب سيمون ابي رميا كون أصوات الملتزمين تذهب الى المرشّح الحزبي ، هذا التعميم الذي كان متوقعاً من جميع المراقبين، ما عدا مكينة النائب وليد الخوري الذين لم يقرأوا االواقع بعين متجرّدة. فكانت النتيجة المتوقعة بفوز ابي رميا وسقوط الخوري.

ابي رميا قضى السنوات الأربع التالية بحركة دائمة ووجود على الأرض، بينما الخوري اختفى كلّياً عن الساحة، حتى انه لم يزر بيته في عمشيت، بل اكتفى بلقب مستشار صحّي في القصر الجمهوري، واستنكف عن هموم وأوجاع الناس، وإذ به قبل حوالي شهرين من الانتخابات النيابية يعلن رغبته بالترشح، وواكب هذه الرغبة بالبقاء دون أي حركة او وجود، بينما ابي رميا كان يجول في البلدات ويقوم بأي جهد ضروري لضمان تغلغله في القاعدة العونيّة، كما لضمان اظهار نفسه على انه المرشّح الرسمي والطبيعي لحزبه .

في ١١ نيسان، أي قبل شهر من الانتخابات، وبعد ان كان ابي رميا انهى جولاته على معظم بلدات القضاء، ظهر الخوري لأول مرّة، في لقاء لبعض كوادر التيّار، من جبيل اعلن الخوري انّه يثق بصدق ونزاهة فخامة رئيس الجمهوريّة وصهره جبران باسيل، كما اعلن ولاءه التام والأعمى لهم ولخياراتهم .

ثمّ اكّد لجمهوره، وهو كما وصف نفسه الجرّاح الذكي، ان خديعة ال٢٠١٨ لن تتكرّر !!! من قام "بالخديعة" ؟ أليس جبران باسيل من فعلها في ال ٢٠١٨ ؟ وطبعاً كما هو معلوم فإن جبران باسيل ورئيس الجمهوريّة دائماً متفقين على أي خطوة ، اذاً كيف يقوم رجال الصدق والنزاهة كما وصفهم خوري ، بخديعة ؟

وبعد، وفي كل مناسبة وتحرّك انتخابي للتيّار البرتقالي يظهر ابي رميا مع مرشّحة التيار في كسروان الوزيرة السابقة ندى البستاني بينما خوري غير موجود ، وآخرها تعليق صورة على مركز هيئة قضاء جبيل فيها ابي رميا وبستاني مع باسيل بتجاهل تام للخوري ثم قدّاس عيد الفصح الذي اظهر الأمر نفسه.

يرى جميع المراقبين ان ترشيح الخوري لا يعدو كونها "خديعة" حقيقيّة لمناصري الخوري، ومناصري القيادي البرتقالي طارق صادق، حتى يضمنهم التيار ان يكونوا من ضمن أصوات اللائحة لا اكثر، مع استحالة فوز الخوري كما يظهر الوضع حتى الآن .

المستغرب في الأمر برمّته هو موقف الخوري نفسه، وهو ابن البيت السياسي، هذا البيت الذي كان موجوداً ويعتبر احد أعمدة قضاء جبيل نيابةً ووزارةً من الستّينات، منذ أيام عمّه الدكتور شهيد الخوري، ثم والده العقيد نجيب الخوري، فابن عمْه النائب والوزير ناظم الخوري، وصولاً لظهور الدكتور وليد مع التسونامي العوني في ٢٠٠٥، وهو ابن عمشيت، البلدة الأساسيّة في بلاد جبيل، التي كانت لها صولات وجولات بإنجاب قيادات ليس فقط على مستوى القضاء بل على مستوى لبنان ككلّ، من رئيس جمهوريّة، الى قائدين للجيش، فنوّاب ووزراء، فمدراء عامّين، وقضاة، وسفراء وضبّاط، كما كبار رجال الفكر والعلم والأعمال، كيف يقبل ان ينتهي به الأمر، كدمية بيد باسيل لأجل عدم خسارة حفنة من الأصوات؟

امّا الأحجية الأكبر، فتبقى بأن الخوري الذي يؤكد وفي كلّ مناسبة ان من قام بالخديعة في المرّة السابقة وعده بعدم تكرارها مرّة أخرى!! الذي يسرق مرّة، ممكن ان يسرق كل مرّة، تماماً كما ان تأخذ ضمانات ممن باعترافك خدعك من اربع سنوات.

هل يعلم النائب السابق ، المستشار الحالي والطبيب الجرّاح، ان ترشيحه لا يعدو عمليّة تجميع أصوات لضمان حواصل للائحة وان آماله معدومة؟

آذا لم يستطع قراءة هذا الواقع، فهذا يكون غباء سياسي كبير ، امّا اذا كان يعرف، وترشّح فهذه تعتبر اكبر خديعة لمن يؤمن بهذا الطبيب الناجح، وأكثر من ذلك فهو خديعة للشرفاء الأوفياء لخط آل الخوري السياسي والتاريخي، وهو عمليّة انتحار وتدمير لتاريخ وارث هذه العائلة العريق.

هل ان الدكتور وليد الخوري، كان صادقاً تماماً بخطابه في ١١ نيسان ، عندما قال حرفيّاً: " أنا مرشح لأن لدي ضمانات وتطمينات بأن الخديعة التي حصلت في الانتخابات الماضية لن تتكرر" ؟ هل كان يعني انها لن تتكرّر لأن الدكتور خوري ربما يعرف دوره ومهمّته تماماً لذلك لا يمكن ان يكون ضحيّة أي خديعة على عكس محبّيه ومؤيديه ؟

آخر الأخبار
GMT

آخر الأخبار
GMT