بينما تستمر هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر، وتحاول الولايات المتحدة مع عدد من الشركاء الدوليين ضمن حلف "حارس الازدهار" حماية سلامة الملاحة في هذا الممر المائي المهم دولياً، وضعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن خطة مزدوجة توازن بين العقوبات والضربات العسكرية.
فقد أطلقت اسم "سهم بوسيدون" على العملية الجارية لاستهداف أصول الحوثيين في اليمن، ما يشي بنهج طويل الأمد وأكثر تنظيماً في ما يتعلق بالعمليات الأميركية تجاه هذا الملف، وفق ما كشفت شبكة "سي أن أن" اليوم. واعتمدت تلك الخطة أو الاستراتيجية الجديدة على توجيه ضربات عسكرية دقيقة وفعالة لتقويض قدرات الحوثيين الهجومية، وقد بلغ عدد تلك الضربات نحو 9 حتى الآن، وسط توعد أميركي بتنفيذ المزيد إذا استمرت الهجمات الحوثية، بالإضافة إلى فرض عقوبات على الجماعة المدعومة إيرانياً. في السياق، أوضح عدد من الخبراء أن استراتيجية بايدن الجديدة بشأن اليمن تهدف إلى إضعاف المسلحين الحوثيين.غير ان الخطة لا تصل إلى حد محاولة هزيمة الجماعة أو الاحتكاك بشكل مباشر مع إيران الحليف الرئيسي للحوثيين، وفق ما أفادت وكالة "رويترز".
في موازاة ذلك، أعادت واشنطن منذ 5 ايام تقريبا، تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، بعد أن كانت حذفت الجماعة من قائمة الإرهاب بسبب مخاوف من إضرار إدراجها بآفاق السلام والاقتصاد اليمني.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فان الولايات المتحدة تولي اهمية خاصة لمسألة الملاحة البحرية خاصة وان اقتصادها واقتصاد حلفائها يتأثران مباشرة بالحركة التجارية في البحر الاحمر. انطلاقا من هنا، أعطت واشنطن اهتماما خاصا لمواجهة نشاط الحوثي في باب المندب، فتحركت ضده سريعا - وبعد سلسلة تنبيهات وتحذيرات- عسكريا، ورافقت هذه الخطوة العقوبات الاقتصادية، واضافت ادارة الرئيس جو بايدن الى هاتين الخطوتين، اعادة اعتبار الجماعة منظمة ارهابية.
غير ان هذه الخطة مدوزنة جيدا، تتابع المصادر، فالمطلوب منها اضعاف الحوثي والتصدي له ولممارساته وتضييق الخناق حوله ايضا، لكن من دون ان تتسبب في زيادة الصراع في الشرق الاوسط حماوة، ومن دون ايضا ان تجر الى مواجهة مباشرة بين واشنطن وطهران راعية الحوثيين.
صحيح ان هجمات الجماعة مستمرة، الا انها باتت اقل تأثيرا على الملاحة.. عليه، يمكن القول ان استراتيجية بايدن نجحت جزئيا حتى الساعة..
