• الحب في لبنان
  • الحب في لبنان

الحب في لبنان "عملة صعبة".. هدايا غريبة عجيبة

(خاص المنبر - سندريلا الشدياق سلهب)

شارك هذا الخبر

مع اقتراب عيد الحب، وفي ظل الازمة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان. وبما أن لهدية هذا العيد رمزية كبيرة لا سيما بالنسبة إلى الجنس اللطيف، كانت هذه الخزعبلات والابتكارات من "وحي المناسبة" الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية.

إنه اللبناني الذي يحول ألمه ووجعه إلى سلبات وضحكات، فيخلق من ألمه بلسما للجروح، ومن حزنه إبتسامة فاضحة ومن عجزه ابتكارات واختراعات.
ما رأيكم بجرة غاز عيدية؟؟؟ أو حتى تنكة بنزين؟؟؟؟
هذا ما شاهدناه على إحدى واجهات المحلات التي عادة ما تكون ممتلئة في هذا اليوم من السنة بالورود الحمراء أو القلوب الحمراء من وسادات ودباديب وكل ما يمت إلى الحب بصلة.
الأخصائية في علم النفس العيادي روزلين شويري دياب شرحت عبر موقع "المنبر" هذه الظاهرة التي "درجت" عند اللبنانيين منذ نحو سنتين اي منذ بداية الأزمات المتتالية التي تمر عليه.
ولفتت إلى أن من يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي يدرك أن الشعب اللبناني ، بالرغم من كل ما حل به من مصائب، يحاول معالجة أزماته باللجوء إلى الضحك، لعله يفرغ الغضب داخله والحزن الظاهر في عينيه وغيرهما من المشاعر السلبية، فالضحك بحسب ما أكدت وسيلة علاجية اعتمدت في علاجات اضطراب ما بعد الصدمة(PTSD) وهو عنصر مساعد للتغلب على القلق والاكتئاب.
وتضيف دياب: "يقولون إن الشعب غير مبال ولا يتأثر بكل ما يلمّ به، أما الحقيقة فعكس ذلك تماماً، إذ انه مع كل أزمة تتحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى مهرجانات من الضحك يعبر اللبناني من خلالها عن عمق ما يتراكم داخله من معاناة وهذا مؤلم اكثر. فالضحك والبكاء في الوقت عينه صعب جداً، إنه دراما ساخرة بل كوميديا سوداء تحفر في وجع الروح ولا تسكت الآلام التي تتراكم نتيجة تجاهل الحلول الممكنة لإنقاذه مما ابتُلي به.


هل ينتظر اللبنانيون "عيد الحب" لإنعاش حياتهم؟
عندما حدد العالم النفساني "ماسلو" اثناء بنائه هرم احتياجات الانسان الأولية من الطعام والشراب لم يتناس حاجته الى احساسه بالعاطفة والطمأنينة ومنحه الحب وتلقيه لكونه حاجة اساسية وملحة لتوازن الإنسان النفسي.
ويبدو لهذه الاسباب وجد عيد الحب او عيد العشاق ليؤجج المشاعر والعاطفة بين المحبين من خلال اهداء الزهور وتبادل الهدايا، وهنا بيت القصيد فعن اي نوع من الهدايا يبحث الحبيب اللبناني اليوم ليهدي من يحب بعد ان غاب اللون الأحمر عن ارض الواقع ليحضر على الجانب الافتراضي، فمواقع التواصل الاجتماعي تعج بالإعلانات والعروض الحمراء. ومع تراجع القيمة الشرائية لمداخيل العشاق اصبحوا يبحثون عن هدية تجمع بين الضرورة والافادة بشكل ساخر مضحك مبكي في نفس الوقت . وترى اسعار السلع بارزة على هذه المنصات لتكشف معها كم بات الحب سلعة باهظة الثمن في لبنان، بل اصبح حبا بالعملة الصعبة.
وتشير دياب إلى أن جائحة كورونا التي تفرض التباعد الاجتماعي كوقاية من العدوى تزيد من حالات الكبت ويزيد معها الحنين الى العناق والتقبيل واشياء اخرى فأصبحت المراسلات عبر الواتس آب هي الوسيلة الأفضل لتبادل المشاعر بين العشاق ما يؤدي الى افراغ الحب من مضامينه الاساسية.
إذا مرارة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، تصيب اللبناني في صميم حياته وتشكل خطراً على معيشته اليومية، فالصعوبات يواجهها البعض بدمعة وآخرون لا يجدون إلا السخرية من الواقع تنقذهم من يأس محتم، في ظل الصورة القاتمة للمستقبل التي يرسمها المسؤولون ويتوعدون بها الشعب اللبناني وهو ينزلق إلى جحيم اسود.
فاخترعوا وأبدعوا بالموجود كي لا يصبح الحب "عملة صعبة" في بلدنا.

آخر الأخبار
GMT

آخر الأخبار
GMT