• الخطيب و مشنتف... ثنائي للتاريخ

الخطيب و مشنتف... ثنائي للتاريخ

(فريق موقع المنبر)

شارك هذا الخبر

جاك أبي راشد

أنجبت كرة السلة اللّبنانية العديد من المواهب المحلية التي ساهمت في كتابة تاريخ اللعبة على مدى ٢٥ عشرين عاماً، ولعلّ الثّنائي الأبرز الذي بصم تاريخ اللّعبة كانت ثنائية الخطيب مشنتف في أواخر تسعينيات القرن الماضي وصولاً إلى أوائل الألفية الثانية.

نستذكر اليوم هذه الثنائية بعد تصريح قائد منتخب لبنان فادي الخطيب الأخير الذي أعلن في المقابلة الأخيرة تفضيله مشنتف على معظم اللاّعبين اللذين جاورهم في مسيرته معللاً ذلك بوصفه (رجاّل) تعلم منه الكثير وشاركه في العديد من الإنجازات في تاريخ كرة السلة الحديث.

سنة ١٩٩٧ إنضم فادي الخطيب لفريق الحكمة قادماً من الرياضي بعد إصرار المدرب المحنك غسان سركيس على ضمه لكتيبة الفريق الأخضر الذي كان يتحضر لبناء فريق ينافس على جميع البطولات دون سقف للطموحات المحلية، العربية والقارية برئاسة الرئيس الأسطوري لنادي الحكمة أنذاك الرّاحل أنطوان الشويري.

جاور الخطيب في تلك المرحلة كوكبة من نجوم اللعبة المحلية نذكر منهم بولس بشارة، إيلي فواز، فيكن إسكيدجيان وبالطبع نجم الحكمة أنذاك إيلي مشنتف.

عمل سركيس منذ اليوم الأول على بناء الكيمياء بين اللاعبين وعلى رأسهم مشنتف والخطيب. فمشنتف أفضل لاعب في لبنان أنذاك كان بحاجة لشريك معه على أرض الملعب لمساندته و مساعدته على حمل الفريق في الأوقات الحرجة، فكان الخطيب صاحب الموهبة الإستثنائية ذاك الفتى اليافع الذي بمقدوره مساندته و مساعدته على حفر الإنجازات في تاريخ اللعبة.

كانت باكورة هذه الثنائية في حصد لقب بطولة لبنان سنة ١٩٩٨، و من بعدها جاءت البطولة العربية لتعلن ولادة ثنائية ذهبية إفتقدتها الملاعب في يومنا.

فاز الخطيب رفقة مشنتف بلقب البطولة العربية سنة ١٩٩٨ على حساب وداد بوفريق الجزائري في النهائي مما فتح شهية الأخضر أكثر فأكثر على حصد ألقاب كان التفكير بها مجرد خيال. إستضاف نادي الحكمة في غزير بطولة العرب للمرة الثانية وكان مشنتف والخطيب على الموعد مرة ثانية، ففاز الأخضر في النّهائي على الأهلي المصري، وعندها أدرك البريزيدان والكوتش غسان أن حلم رفع كأس أسيا بعد شهر لن يكون مستيحلاً.

دخل الأخضر بطولة أسيا ١٩٩٩ متعطشاً لرفع أغلى الألقاب القارية مع كوكبة من اللاّعبين المحليين و الأجانب وعلى رأسهم مشنتف والخطيب وبولس بشارة و عينهم على الكأس الغالية.

صنع الحكمة التاريخ وفاز في اللقب على فريق لايونيغ الصيني عندها أدرك الجميع أننا على موعد مع حقبة جديدة في كرة السلة اللّبنانية مع ثنائي ذهبي أعلن نفسه كرافع اسم لبنان إلى العالمية.

شارك الحكمة سنة ١٩٩٩ في بطولة العالم للأندية المعروفة بماكدونالدز وكان مشنتف والخطيب من الركائز الأساسية للفريق.

عام ٢٠٠٠ عاد الحكمة وجدد الفوز في البطولة الأسيوية على حساب الإتحاد السعودي عندها انصب تركيز الثنائي على المنتخب و على الرغم من غياب مشنتف عن بطولة أسيا للمنتخبات المؤهلة لكأس العالم سنة ٢٠٠١ الاّ أن فادي استطاع إهداء الكابتن مع كوكبة من اللاّعبين شرف قيادة المنتخب إلى بطولة العالم في انديانابوليس لأول مرة في تاريخ اللّعبة.

لم يخف مشنتف طوال مسيرته مدى حبه لنادي الحكمة ولعلّ أسوأ مراحل حياته كلاعب كانت عند إيقافه عن اللّعب سنة ٢٠٠٣ لتناوله المنشطات، فلم يكن على مشنتف إلاّ الإتكال على شريكه الصغير فادي لحمل الفريق على عاتقه، فكان فادي على الموعد وأهدى مشنتف والحكمة لقب البطولة الأسيوية للمرة الثالثة في التاريخ سنة ٢٠٠٤ على حساب غريمه اللدود الوحدة السوري في النهائي.

فاز الثنائي اذاً بالعديد من الألقاب نذكر منها أيضاً بطولة لبنان بين عامي ١٩٩٨ و ٢٠٠٢ (٢٠٠٣ ٢٠٠٤ كان مشنتف موقوفاً) كأس لبنان ٦ مرات، بطولة دمشق ٢٠٠١، دورة دبي الدولية ٢٠٠٢ بطولة غرب أسيا ٢٠٠٢.
استفاد إتحاد اللّعبة أيضا من هذه الثّنائية للترويج أكثر للعبة حيث أصبح اللاّعبان حديث السّاعة و المثال والقدوة للعديد من الشبان.

أخيراً هذه الثّنائية ستبقى خالدة في تاريخ اللّعبة فاللاعبان قدما الكثير لكرة السلة اللّبنانية وهنا تبقى الأمنية الوحيدة برؤيتهما سوياً على أرض الملعب ولو لمرّة واحدة فقط ولعلّ المناسبة تكون في مباراة إعتزال الخطيب، لتختتم هذه المرحلة الذّهبية بأفضل طريقة ممكنة.

الكلمات

آخر الأخبار
GMT

آخر الأخبار
GMT