تعصف الخلافات داخل أروقة مقر ميرنا الشالوحي وبدأت تخرج إلى خارج أسوار القلعة البرتقالية وإن من باب النواب السابقين وبات نشر غسيل أحادية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يجتاح مواقع التواصل الإجتماعي بشكل عنيف ليطال نكتة "ما خلونا" لتبرير فشل التيار في المحافظة على مكتسباته التي تطلبت تضحيات كبرى لتحقيق آمال إنقاذية أكبر تواكب عهد الرئيس ميشال عون الذي كان يتحدى السائلين عند كل مفصل وحدث لبناني قبل انتخابه بالقول "اسألوني شو بعمل لو كنت رئيس" لتأتي الأجوبة مخيبة عاينها اللبنانيون وعانوا منها على كافة الأصعدة.
قرب إسدال الستارة على عهد الرئيس عون بعد رحلة تنقّل فيها في مختلف المواقع الرسمية وأعلاها، من قائد جيش إلى رئيس حكومة وستة وزراء فنائب ورئيس أكبر تكتل نيابي وصولاً إلى رئاسة الجمهورية باءت جميعها بأحداث ونتائج مأساوية لن يعوّضها ترسيم الحدود البحرية حتى لو حصل، ولم تشفع حقوق المسيحيين في التخفيف من وطأة ضياع حقوق جميع اللبنانيين حتى اقتربت الأزمة الداخلية داخل التيار الحاكم من حدود الإنفجار الكبير على مشارف ١٣ و ٣١ تشرين الأول، هل هي لعنة الأرقام أم لعبة الحسابات التي يتغنى التيار باتقانها.
بالعودة إلى الخلافات داخل التيار وكتلته وتكتله النيابي، فقد انطلقت العاصفة على لسان النائب آغوب بقرادونيان بإعلانه أن كتلة النواب الأرمن غير ملزمة بمواقف التيار ليبقى هذا الموقف من دون ردّ عليه، وقبله كان نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب قد نفذ انسحاباً هادئاً من التكتل وتلاه النائب محمد يحيى بانسحابه المعلن، ويقول مصدر مطلع بأن النواب ابراهيم كنعان، آلان عون وسيمون أبي رميا يبحثون عن مخرج لائق لإعلان استقالتهم من التيار ليحذوا حذو النواب السابقين زياد أسود وماريو عون حتى أصبح باب المراهنات مفتوحاً حول الإسم الذي سيقفز من السفينة المجهولة المصير والمسار.