يمكن إطلاق أي صفة على جبران باسيل وتعليلها من خلال مسيرته، ولكنه ليس أحمقاً، ولسانه لا يسبق تفكيره وتسريباته ليست بريئة، هكذا علّق مصدر إعلامي يحمل صفة الممانعة على المواقف الأخيرة التي أطلقها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مؤخراً المرتبطة بالملف الرئاسي طارحاً جملة أسئلة لا تؤدي الأجوبة عليها إلا إلى هدف واحد أوحد.
السؤال الأول كيف ينظر باسيل إلى ردّة فعل حليفه حزب الله حيال التحدي العلني الذي يمارسه ضدّه، الجواب فسخ علاقة التحالف مع التيار الوطني الحر. السؤال الثاني، هل يعتقد باسيل فعلاً أن بإمكانه إحداث شرخ بين الثنائي الشيعي من خلال طرح الملف الرئاسي مع الرئيس نبيه بري بعد فشله في إقناع السيد نصرالله بطروحاته، الجواب قطعاً لا وباسيل يعلم جيداً استحالة الطرق على اللحمة الشيعية، وبالتالي فزيارة بري فخ وقع فيه الأخير لتعميق الشرخ بين الحزب والتيار. السؤال الثالث، هل يريد باسيل إنهاء مفاعيل اتفاق مار مخايل، يبدو هذا الأمر مطروحاً بقوة بعد رفض حزب الله تأييد باسيل للرئاسة الذي يعتبر أنه بخسارته معركة بعبدا فلا حاجة له للتموضع في حارة حريك.
وبالتالي فإن خروجه من تحت عباءة حزب الله يتيح له التخلّص من العقوبات الأميركية بعد التأكيد وتكرار التأكيد بالقول والفعل بأن حزب الله لا يمون عليه قبل أشهر قليلة على الذكرى السابعة عشر لتفاهم مار مخايل وما جناه التيار ومؤسسه ووريثه من مكاسب على مدى تلك السنوات وتوجها برئاسة عهد دام ست سنوات من المآسي وما كان ليستمر لولا دعم الحزب، وأنهى المصدر الإعلامي كلامه بأن توقيت باسيل يعتمد الساعة الأميركية، فهل حان وقت رفع العقوبات ودفع الثمن؟
